وصف وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، المشاركة الجزائرية في "كان" الغابون الأخيرة، بـ"المهينة" لدولة بحجم الجزائر، لا سيما أن الدولة منحت كل المساندة المالية والأدبية لتحقيق نتائج مرضية، وأشار إلى أنه من "الضروري انسحاب رؤساء الاتحاديات الفاشلين، والذين لا يمكنوا أن يكونوا فوق الوزارة"، ليؤكد ألا مشاكل شخصية له مع روراوة أو غيره، وأن دائرته الوزارية لا تتدخل في تسيير الاتحاديات لكنها تراقب، كون الأمر يتعلق بـ"دولة وشعب وراية وطنية" ".
أطلق ولد علي، تصريحات "نارية" في حق مسؤولي الكرة وعدد من الاتحاديات الرياضية، وذكر بشأن الخروج من الدور الأول في كأس إفريقيا الأخيرة: "كوزير أعتبر نتائج الفريق الوطني إهانة للجزائر برمتها، لا سيما أن الدولة قد منحت كل الامتيازات والإعانات المالية والأدبية حتى تكون النتائج مرضية".
وتابع الوزير، وهو يرد على سؤال شفهي، الخميس، بمجلس الأمة، وفي لقاء مطول مع صحفيين ببهو المجلس دام لأكثر من 20 دقيقة "النتائج المهينة، جاءت بعد التوصيات والمتابعة الدقيقة لفخامة الرئيس بوتفليقة، حتى يتم تحقيق نتائج إيجابية... الرئيس كان يتابع الفريق الوطني، ويتابع كذلك عمليات الإعانة الموجهة للمنتخب".
وفي موضع آخر، قال الوزير"هدف الرئيس والوزارة والفاف إسعاد الشعب الجزائري"، ويحمل استخدام الوزير ولد علي، كلمة الرئيس بوتفليقة، أن التصريحات التي أطلقها قبل أيام فقط في حق روراوة، لا تلزمه شخصيا فقط، وإنما موقف الدولة من "الحاج"، خاصة أنه لم يسبق لوزراء الشباب والرياضة أن انتقدوا أو تهجموا على الرجل القوي في بيت الفاف بتلك الطريقة، ومطالبته بالحصيلة والرحيل.
واستطرد الوزير وهو يرد على أسئلة الصحفيين "بأريحية كبيرة" التي تمحورت بشكل أساسي حول مصير رئيس اتحاد الكرة محمد روراوة، وإن كان مطالبا بالرحيل بعد الإخفاق، أجاب ولد علي "لا يجب تشخيص الأمور، لكن ما قلته عن المشاركة الجزائرية في الغابون، هو موقف كل الجزائريين، وموقف الشارع، كان هنالك إخفاق بل إهانة، وعن الإجراءات التي تتخذ فهنالك جمعية عامة في 27 فيفري الجاري هي سيدة في قراراتها، كما أن المرشحين أسياد ولهم كامل الحرية... أنا أتحدث عن جميع الاتحاديات، من يخفق عليه الرحيل هذا منطق عام ويتطابق مع القانون".
ونبه المتحدث، أن ما يقوله لا يعني أبدا وجود تصفية حسابات، مع روراوة ولا مع غيره، "أنا هنا كوزير أسير وأنفذ سياسة حكومة، سواء في كرة القدم وغيرها من الرياضات الأخرى"، وتابع "كل الاتحاديات ستخضع للمراقبة، لقد انتهينا الآن من 7 اتحاديات من بينها اتحاديتا كرة السلة والجيدو، أنتم تعرفون وضعيتها، في الجيدو هنالك أبطال أولمبيون، تصوروا أن هؤلاء الأبطال لا يحق لهم المشاركة في الجمعية العامة، بأي حق يمنعون؟ وهم شخصيات لهم سمعة طيبة في الداخل والخارج، يجب أن نغير القوانين والنصوص...هذا الأمر إهانة لهؤلاء الأبطال"، الاتحادية الثانية التي هاجمها ولد علي بعد كرة القدم والجيدو كانت اتحادية الدراجات الهوائية، وكشف عن إحالة ملف رئيس الاتحادية السابق إلى القضاء بشبهة الفساد، وذكر "الرئيس السابق لاتحادية الدراجات الهوائية، يحاول تغليط الرأي العام، حيث يزعم أنه بصفته الرئيس فهو الوحيد الذي يملك صلاحية استدعاء الجمعية العامة، وهذا أمر خاطئ ومخالف للقانون...هنالك قضية محالة في القضاء لجلسة 21 ضد الرئيس السابق للاتحادية، بعدما وصلنا ملف من طرف الديوان الوطني لمكافحة الفساد"، كما كشف عن تجميد حسابات بنكية لاتحاديتين بسبب سوء التسيير، من دون تحديده لهما.
وتعهد ولد علي، أن وزارته ستقوم بمراقبة نشاط كل الاتحاديات بما في ذلك اتحادية كرة القدم، قائلا: "يجب أن يعي الجميع، ألا اتحادية فوق القانون، ولا فوق الوزارة....الوزارة تحت القانون، ولكنها فوق الاتحاديات بما في ذلك اتحادية كرة القدم، لكننا نتعامل مع الجميع على قدم المساواة"، وأعاد الوزير، أكثر من مرة عبارة "الوزارة فوق الاتحاديات الرياضية"، وهو رد على الأصوات التي تقول إن الفاف فوق تدخل وصلاحية وزارة الشباب والرياضة.
وهنا رد الوزير على القراءات التي تتحدث عن إمكانية تجميد نشاط الرياضة الجزائرية على المستوى الدولي من طرف اللجنة الاولمبية التي تحضر على الحكومات التدخل في النشاط الرياضي، وأوضح الوزير"الجزائر تحترم القوانين الدولية، وتحترم الهيئات والمنظمات الدولية المسيرة للرياضة، ولا تتدخل في تسيير الرياضة الوطنية، لكنني أقول وأؤكد من يقول إن هنالك تدخلا من جانبنا، ويود أن يشتكينا للهيئات الدولية فليذهب- تحدث بالعامية يروح يشتكي ربي يسهل عليه- "لم نظلم ولا أظلم أحدا، لكن المحاسبة ستمس جميع الاتحاديات نحن نسير مصير بلد ومكانة الجزائر في المحافل الدولية... ندافع عن العلم والبلد، نحن دولة محترمة"، وواصل معاتبا بلهجة عامية "يعني يصرا التجاوز ومانهدروش...نبقاو ساكتين مهوش ممكن، يجب تطبيق القانون".
وفيما يخص أعمال العنف الذي شهده ملعب الوحدة المغاربية، خلال مباراة المولودية المحلية واتحاد العاصمة، عقب الوزير قائلا "أعرف المولودية وأعرف أنصارها، ما حدث تصرف معزول، ولا يعبر بالمرة عن الفريق ولا عن أنصاره"، وأشار إلى أنه من غير الممكن أن تتحمل عناصر الشرطة وحدها المسؤولية في حماية المباريات، ونصح بتدخل عدد أكبر من الفاعلين خاصة لجان الأنصار، نافيا وجود قرار بوقف البطولة الوطنية، وعلق "لا يمكن اتخاذ قرار هكذا مباشرة بعد الذي حصل"، كما التمس العذر للاعب مولودية الجزائر، الذي دخل في ملاسنات مع مدربه كمال مواسة، خلال مباراة المولودية مع فريق بيشتام الغاني، وقال إن اللاعب اعتذر وهذا تصرف محمود، كما أن للاعب إمكانيات كبيرة يجب الاستفادة منها"، كما استغل الفرصة ليشيد بالمولودية قائلا "إنه شرف الكرة الجزائرية عربيا وإفريقيا".
في سياق آخر، كشف الوزير ولد علي عن اتفاق تم بين دائرته الوزارية، والفاف وصندوق الضمان الاجتماعي، لتسوية اشتراكات الأندية في الصناديق، بعدما امتنعت الأندية عن دفع اشتراكات اللاعبين في تلك الصناديق منذ العام 2011، وتقضي التسوية بأن يدفع الفريق عن كل لاعب مبلغ 27 مليون سنتيم- 15 مرة الأجر القاعدي المضمون-، وذكر أن التسوية المتفق عليها ترضي جميع الأطراف.



0 تعليق على موضوع : ولد علي يفتح النار على مسؤولي الرياضة الجزائرية ويصرح:
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات